دراسات
إسلامية
دور
المخطوطات
العربية في
نشر الثقافة
في الهند
بقلم : ظفر
دارك القاسمي(*)
تعریف
المخطوطات
قبل
الخوض فی
المفهوم
الدلالي لهذا اللفظ نشیر أن الفیلولوجیین
لایقبلون
استعمال لفظ
مخطوط إلا إذا
ألحق بکلمة «کتاب»
فیقولون:
الکتاب
المخطوط؛
لأنه
لیس
کل ماکتب بالید
یعتبربالضرورة
مخطوطاً فشواهد
القبور
ومانُقش علی
الأحجار وما
نُقر علی
الصخور لایمکن
اعتباره مخطوطاً.
إن الکتابة بالید
لیست
بالضرورة في
ذاتها
بالمفهوم الفیلولوجي
للمخطوط،
فلنبحث الآن
في مادة هذا اللفظ في اللغة
مع محاولة رصد
بدایة تداوله. وذلك
باستشارة
المعاجم
واستقراء
النصوص التي یمکنها
أن تمدنا
بالمعلومات
عن بدء
استعماله. لفظ
«مخطوط» في اللغة
الفرنسیة MANUSCRITE یجد
أنه
استعمل لأول
مرة في أحد نصوص
هذه
اللغة في سنة 1594م أي
في نهایة
القرن 16م وعلی
الرغم من أنه لفظ لاتیني MANUSCRIPTUN فإن
الفرنسیین
استعاروه من اللغة
الإیطالیة التي
عرفت استعمال
اللفظ قبل
فرنسا بحکم سبقهاالتمسك
بالنهضة الحدیثة وقد
أطلقوا علی
المخطوط لفظ «LIBRI».
أهمية
المخطوطات
إن
أهمية
المخطوطات
قدترك أمر تحدیدها للسوق
المتمثل في عام
البائعین، وبیوت
المزادات وهواة
الاقتناء،
وعلی الرغم من
أن القطاع
الخاص کان
أسبق في معرفة
أهميّة
المخطوطات قبل
أن یقوم
النقادو
أمناء
المکتبات
بجهود
منظمة
لاستعادتها
والاحتفاظ
بها، فإن السوق
لم یقم
إلا بالقلیل
في سبیل الکشف
عن القیمة
الحقیقية
لموادها.
وربما لایکون
من الإنصاف
تماماً أن
نقول کما قال
«أوسکار وایلد
WILDE»:
إن السوق یعرف
سعر کل شيء،
ولا یعرف قیمة
أي شيء. وما یقوم
به
السوق هو تحدید
السعر، أما
مسائل القیمة
فإنها تنتمي إلی
مکان آخر.
غیر
أن الافتقار
إلی التفکیر
التأملي
والتحلیل
النقدي لم یبطیء
برواج عالم
المخطوطات
الأدبیة فالاٰلاف
من أمناء
المکتبات
وأمناء
المتاحف
والتجار
والدارسین
وهواة
الاقتناء یقومون
الآن ببناء
دواوین
المحفوظات
(أرشیفات)
ضخمة من
المواد الأولیة.
ولم تقترب أي
ثقافة في
التاریخ من
مستوی النشاط
في هذا
الصدد کما هو
الحال في أمریکا،
فالمؤسَّسات
الأمریکیة
تُنفق
أموالاً
طائلة لتحصل
علی مواد
المخطوطات
وتحتفظ بها،
والجماهير الغفیرة
تتردد علی
المعار
العامة، بینما
یتوافد
الدارسون علی
قاعات
القراءة لیدرسوا
علی مهل، ومجلات
التصنیف
والفهرسة (الببلیوغرافیا)
ونشرات
(کتالوجات)
المعار
تَضَخُّها
المطابع،
والصحف تراجع
المعارض
الکبری وتغطي
المزادات
المهمة، ودون أن یعرف
السبب علی نحو
واضح، فقد
أجمعت
الثقافة علی
أنه
حتی
فی عصر تتقلص
فیه الموارد، یکون
لجمع
المخطوطات
الأدبیة
والحفاظ علیها
أولویة، ومنذ
مئتي عام لم یکن
أحد في الغرب
لیجشم نفسه عناء
الاحتفاظ
بمحتویات أفضل
المخطوطات
المعاصرة له.
نماذج من
المخطوطات
العربیة فی الهند
احتضنت
الهند
جزءاً من
الثقافة
العربیة لمئات
من السنین، ویوجد
في مدنها وقراها،
وفي
مدارسها
وجوامعها،
الآلاف من
المخطوطات،
ولکن کیف وصلت
هذه
الآلاف من
المخطوطات
العربیة إلی
هذه
البلاد التي
لاتتحدث
العربیة؟
ومادور العرب
في إنقاذ هذالثروة
العظیمة؟
تسربت
اللغة العربیة
وآدابها إلی هذه
البلاد مع
الفتح
الإسلامي
لأجزاء منها، ومع
حکام جاءوا من
بلاد العرب
وبلاد الفرس
والأفغان؛ لیؤسسوا
ممالك وإمارات
متعددة، خلفت
وراءها
مجموعات کبیرة
من المخطوطات
العربیة
والفارسیة
والأردیة
والترکیة،
ولکن غلبت علیها العربیة
لاتصالها بالدین
الإسلامي
الحنیف.
وجود
المخطوطات
وعددها في الهند
تحتضن
جمهوریة الهند حوالي مئة
وخمسین ألف
مخطوطة (150,000) وحوالی 40٪
(أربعین
بالمئة) هي
مخطوطات
باللغة العربیة
أي ما یزید علی
خمسة وخمسین
ألف (55,000) مخطوط
عربي، یرجع
بعضها إلی القرن
الأول الهجري، وفي
بعض الهيئات
العلمیة یوجد
مابین ثمانیة
آلاف إلی
حوالي اثني
عشرألف مخطوط
عربي تحتاج إلی
مساعدة
لإنقاذها وفهر
ستها وتصویرها.
الاهتمام
بالمخطوطة
ومنذ
القرن التاسع
عشر بدأ الاهتمام في الهند بحفظ
المخطوطات
وتسجیلها، فقام بعض
الباحثین،
وخاصة من
المسلمين الهنود
بإعداد سجل
البعض
لمخطوطات
وقام لبعض الآخر
بإعداد وصف بسیط یشمل
اسم المخطوطة
ومؤلفها
وموضوعها، ثم
تطور
الاهتمام
بهذه المخطوطات،
فقام بعض
العلماء الهنود
بتحقیق مجموعة من
المخطوطا ت
العربیة وخاصة
ماقامت به دائرة
المعارف
العثمانیة بحیدر
آباد، أو
مکتبة رضا برامبور،
وغیرها من
المراکز
الثقافیة الهندیة.
إن
الحدیث عن
المراکز
العلمیة الهندیة التي
تضم مجموعات
من المخطوطات
العربیة حدیث
متشعب ویشمل
جمیع أنحاء
الهند
وهذا الحدیث سیکون
طویلاً
ومُمِلاً
ولکننا سنکتفی
بالحدیث عن أهم
المراکز
العلمیة التي
تحتضن مئات أو
آلاف
المخطوطات أو
دأبت علی نشر
التراث
العربي
الإسلامي. ومن
مراکز
المخطوطات
المهمة:
وصف المراکز
والمدارس
والجامعات التي
احتضنت
المخطوطات
العربیة
دائرة
المعارف
العثمانیة بحیدر آباد
الّتي أسسها عماد
الملك «سید حسین
البلجرامي»
صاحب نجمة الهند،
وشارکه
مجموعة من العلماء
الأفذاذ
کرّسوا حیاتهم من أجل
الدراسات
العربیة
والشرقیة ومن هٰؤلاء
مولانا محمد
أنوار الله
خان، وملا عبد القیوم،
وکان هدف
الدائرة تجمیع
المخطوطات وصیانتها
وتحقیقها ثم طبعها وخاصة
تلك
المخطوطات
القدیمة التي یرجع
تاریخها إلی
مابین القرن
الأول والقرن
الثامن الهجریین (من
القرن التاسع
إلی القرن
السادس
عشرالمیلادیین)
قامت الدائرة
بنشر مجموعة
کبیرة من
المخطوطات
شملت مختلف
العلوم
والفنون الإسلامیة،
منها:
التفسیر،
والحدیث،
والسیر
والتراجم،
والتاریخ،
والفقه، واللغة
العربیة
وآدابها،
والفلسفة
والریاضیات، وغیر
ذلك من
الموضوعات،
وهکذا
برزت إلی الوجود
مجموعة من
المعلومات
القیّمة التي
تختزنها
المخطوطات
العربیة.
تقع
الجامعة
العثمانیة في
حیدر آباد،
تلك الجامعة
التي تضم
عشرات الکلیات،
وأکثر من مئة
ألف طالب،
وتأسست
مکتبتها عام 1918م، ویبلغ
عدد
المخطوطات فیها
مایقارب ثلاثة
آلاف وأربع
مئة وثماني
عشرة (3418)
مخطوطة، منها ألف وست
مئة وثلاث
وسبعون (1673) مخطوطة
عربیة، ومعظم
هذه
المخطوطات
جاء من عدد من
المتبرعین، منهم الحکیم
الدکتور
قاسم، والسیر
أکبر حیدری وغیرهما،
المراکز الثقافیة
في حیدر آباد
التي تضم
مجموعات من
المخطوطات
العربیة کثیرة،
منها
الحکومیة ومنها الخاصة،
ومن المکتبات
الخاصة،
المکتبة السعیدیة
التي تضم
ثلاثة آلاف
ومئة وإحدی
وأربعین (3141)
مخطوطة،
ومخطوطات هذه المکتبة
معظمها
باللغة العربیة وأسس
هذه
المکتبة
«المفتي محمد سعید»
أحد کبار
علماء حیدرآباد،
وتحتوی
المکتبة علی مجموعة
نادرة من
المخطوطات
العربیة
الإسلامیة، غیر
أن فهرست
هذه المکتبة
مکتوب بخط الید، ولم یجر
تصویر هذه
المخطوطات،
ومن بین هذه
المخطوطات،
مخطوط تاریخ دمشق
لابن عساکر،
والتبیان في
تفسیر القرآن
لأبي جعفر
الطوسي،
وتحفة الغریب
للدمامیني.
إن
الحدیث عن
المخطوطات
العربیة بحیدرآباد
یثیر في النفس
الاعتزاز
والشفقة، أما
الاعتزاز فهو في احتضان هذه
البلاد لآلاف
المخطوطات
العربیة مما یشیر
إلی مکانة العلماء
العرب
والمسلمین في دفع
عجلة الحضارة
الإنسانیة
واهتمام
الهند بهذه
الثروة، وأما
الشفقة ففي وضع تلك
المخطوطات؛ حیث
إنها
تحتاج إلی کثیر من
الباحثین
لإنقاذها مماهي فیه کما
تحتاج إلی
الأموال
لمساعدة
علماء الهند للعنایة بهذه
المخطوطات،
ولم یقتصر جمع
المخطوطات علی
الجامعات
والمکتبات،
بل نافستها المتاحف،
ففي
متحف «سالار
جنغ» یوجد
ثمانیة آلاف
وخمس مئة وتسع
عشرة (8519)
مخطوطة، منها ألفان
وست مئة
وعشرون (2620) مخطوطة
عربیة، ومعظم
هذه
المخطوطات تخص
عائلة سالار
جنع، وخاصة
سالارجنغ الثالث
«یوسف علي
خان» (حاکم
سابق لحیدر
آباد 1949)، وصنفت
هذه
المخطوطات في سبعة
عشرمجلداً من
الفهارس
باللغات
العربیة،
والفارسیة،
والأردیة.
في
ولایة «آ
ندهرا برادیش» حیث حیدرآباد مجموعة
کبیرة
من المراکز
العلمیة التي
تضم آلاف
لمخطوطات،
ولم أستطع زیارة
جميع المراکز
التي تضم
المخطوطات
العربیة؛ حیث
إن الأمر یطول،
فإذا انتقلنا
إلی ولایة «بیهار» حیث مدینة
«بتنا» Patna ففیها أهم مرکز
للمخطوطات
العربیة، وهي
مکتبة «خدا
بخش» الشرقیة
العامة التي
تضم عشرین
ألفاً ومئة و
واحدة من
المخطوطات (20101)
منها
أقل بقلیل من
تسعة آلاف
مخطوطة باللغة
العربیة، و شاء
الحظ أن أطلع
علی بعض نوادر
المخطوطات
العربیة التي
ترجع إلی
القرن الأول
الهجري، وهذه
المکتبة
أسسها مولانا
«محمد بخش» الذي
استوطن الهند
قادماً من
فارس، ثم طور
المکتبة ابنه
مولانا خدا بخش، ولم یبق
من هذه العائلة
أحد، فآلت ملکیتها إلی
الدولة،
واکتسبت دلهي
أهمیةً کبیرةً
في تاریخ الهند بعد أن
أصبحت عاصمة
لملوك المسلمین
الأوائل منذ
عام ست مئة
واثنین ثم أصبحت
عاصمة أباطرة
المغول، واستمرت
في اکتساب الأهمیة حتی یومنا
هذا؛
لذا تدفقت علیها
مجموعات کبیرة
من العلماء
والمفکرین
والشعراء
وازداد عدد
سکانها حتی أصبحوا
ملایین، فخلف هؤلاء
وراءهم ثروة
من المخطوطات
والآثار لاتقدر
بثمن هذه
الآثار،
ضمتها
المکتبات
والجامعات،
والمساجد،
والمراکز
الثقافیة،
مثل مکتبة
المجلس الهندي
للعلاقات
الثقافیة،
ومکتبة الأرشیف
الوطني،
وجامعة دلهي،
ومکتبة
المتحف الوطني،
ومکتبة ذاکر
حسین، وغیرها
من المراکز
العلمیة
والثقافیة
التي تزدحم
بالمخطوطات
العربیة، أسس
مولانا
أبوالکلام
آزاد (المجلس
الهندي
للعلاقات
الثقافیة) وهو
أول
وزیر
للتعلیم في
حکومة
الاستقلال،
والمولود في
مکة من أم لـ«للل»،
للل عربیة وأب
هندی، وأسس
هذ
المجلس عام 1955م ومکتبة
هذه
المجلس لاتضم
کثیرًا
من المخطوطات
ولکن المجلس یشرف
علی کثیر من
الأنشطة
الثقافیه،
ومنها حفظ وصیانة
المخطوطات.
غیر
أن جامعة «همدرد» (Hamdard) التي
أسست عام 1956م
تضم ثلاثة
آلاف وست مئة وتسع
عشرة (3619)
مخطوطة،
معظمها باللغتین العربیة
والفارسیة.
وقامت «إیران»
بتصنیف وتوثیق
المخطوطات
الفارسیة،
ولکن العربیة
ما زالت ضمن
سجل کبیر
مکتوب بخط الید. وأسماء
بعض
المخطوطات غیر
واضحة.
بدایة وصول
المخطوطات إلی
الهند
وتضم
مکتبـــة
الدکتــور
«ذاکر حسین»
(أحد رؤساء
الهند)
بالجامعة
الملیة
الإسلامیة (Jamia Millia Islamia)
حوالي ألفین
ومئتي (2200)
مخطوطة، منها مایقارب
النصف مکتوب
باللغة العربیة
لعلماء مسلمین
وبعضهم هنود،
ولکن هذه
المجموعة من
المخطوطات
ظلت للعرض فقط
وماحقق منها یعد
بعدد
الأصابع، وهي
عرضة للآفات
ولأمراض المخطوطات،
تعتبر
المخطوطات من
أهم
وأقیم الثروات
التي تركها لنا
أجدادنا
وعلماؤنا
الأجلاء.
کانت
بدایة الفتح
العربي لبلاد
الهند بفتح
«محمد بن
القاسم»
للسند سنة 92هـ = 711م،
ولکن العرب لم
یواصلوا طریقهم
في فتح عموم
الهند
غیر
أن حکام
المسلمین من
الغزنویین،
الغوریة،
والمغول،
والخلجیة
أخضعوا سائر
بلاد الهند لسیطر تهم باسم
الإسلام حتی مجيء
البریطانیین الذین
نفوا آخر أطره المغول
سنة 1857. وطیلة فترة
الحکم
الإسلامي للهند ظهر فیها
مجموعة من
العلماء
المسلمین،
وخاصة من
المتاخرین
أثرو الحیاة
الأدبیة
والعلمیة،
وبقیت بعض
آثارهم في المکتبات،
عامة وخاصة
ومعظم
الجامعات الهندیة. ولکن
الدراسات حول
هذه الأثار قلیلة،
واهتمام
الدول العربیة بهذه الثروة
لا یکاد
یذکر.
وعلی الرغم من
أن بریطانیا
استولت علی کثیر
من الآثار الهندیة؛ فإن
معظم
المخطوطات
العربیة بقیت
في الهند.
قام
«السرسید
أحمد خان» عام
1877م بإنشاء
جامعة «علیکرة» (Aligarh)
لتکون مرکزاً
للدراسات
الإسلامیة في
مدینة علیکرة
بولایة أترا
برادیش، کان یُطلق
علی مکتبة
الجامعة اسم
مکتبة لیتون (Lytton)
وعندما افتح
«جواهر لال نهرو»
المبنی الجدید
للمکتبة تم
إطلاق اسم
«مولانا
آزاد» على المکتبة
تیمّنًا باسم
أبي الکلام
آزاد، وتحتوي
هذه
المکتبة علی مجموعة
کبیرة من
المخطوطات
تبلغ أربعة
عشرألفاً
وأربع مئة وستین
مخطوطة (14460)،
منها
خمسة آلاف
ومئة وست وعشرون (5126)
مخطوطة عربیة،
وتوضع هذه
المجموعة
الضخمة علی أرفف
عرضة للغبار
والحشرات
والآفات، غیر
أن القائمین
علیها یحاولون،
بقدرالإمکان
المحافظة علیها.
تضم
کلیة الطب
بجامعة علیکرة
قسماً خاصاً
للطب
الإسلامي
ومجموعة من المخطوطات
الطبیة
الإسلامیة
بالفارسیة
والعربیة. مثل
مؤلفات «ابن سینا
والرازي» وغیرهما من علماء
المسلمین في
الطب، ومن
مخطوطات
مکتبة جامعة
علیکرة کتاب
«عیون
الأجوبة في
فنون
الأسئلة»
لأبي القاسم
عبدالکریم بن هوازن
القشري (ت 465هـ) و کتاب
«عقائد
الخواص» لابن
العربي (ت 638هـ) کتاب
نادر، وغیرها من المخطوطات
العربیة.
وتقع
مدینة دیوبند
(Deoband)
إلی الشمال من
دهلي
الجديدة، ومیزة
هذه
المدینة أنها تحتضن
جامعة
دارالعلوم
الأهلیة التي
تأسست عام 1866م
جاء ذلك إثر سیطرة
الإنجلیز علی
بلاد الهند عام 1857م وخشیة
علماء الهند زوال
مصیر
الإسلام في
هذه
البلاد کما
زال من الأندلس،
لذا قام الحاج
«محمد عابد حسین»
بتأسیس هذه الجامعة
لتصبح داراً
للعلوم
الإسلامیة وتضم
المکتبة حالیاً
حوالي ألف
وخمس مئة
وثلاث وستین
مخطوطة (1563)
معظمها باللغة
العربیة،
وتحتاج من
مُحِبِّيْ
العلم والأدب
إلی من ینقذها.
من
شمال دهلي
الجديدة نتجه إلی الجنوب
الشرقي حیث مدینة
«لکنؤ» Lucknow حیث مرکز
آخر من مراکز
العلوم
الإسلامیة،
وفي هذه المدینة تقع
«مکتبة
الناصریة»،
وهي مکتبة
خاصّة بناها مولانا
«حامد حسین» التي
أمضی معظم حیاته
في کربلاء
(العراق) ونقل
کتبه
ومخطوطاته إلی هذه المکتبة
الضخمة التي تضم
حوالي ثلاثین
ألف مخطوطة،
نصفها تقریباً
باللغة العربیة
وتهتم
هذه المکتبة
بالدراسات
الشیعیة، وأھمیتها تأتي من
وجود مجموعة
من المخطوطات
القدیمة
والنادرة،
ومنها: (تلخیص
کتاب المستقصی)
التي یصف فیها
المسجد الأقصی
في القدس
لمؤلف مجهول، وکتاب (الحدائق)
لعبدالله البطلیوسي (ت 1127)
وکتاب
(المنمق) لأبي
جعفر محمد
البغدادي (ت
895هـ) وکتاب
(موالید أهل البیت) لعلي
بن موسی
الرضا، وغیرها من
المخطوطات
النادرة.
وتأسست
مکتبة ندوة
العلماء في
سنة 1884م ثم أصبحت
جزءاً من
جامعة ندوة
العلماء التي
تأسست عام 1921م
لتکون من أکبر
مراکز
الدراسات
الإسلامیة في
الهند
واهتمت
بالدراسات
العربیة منذ
إنشائها، وانصب
اهتمام
المکتبة علی حفظ
المخطوطات
التي تبلغ
حوالي أربعة
آلاف مخطوطة (4000)
ونصفها مخطوطات
عربیة، وقامت
الجامعة بنشر
وتحقیق
مجموعة من
المخطوطات
العربیة،
ووضع «سید
أحمد حسیني»
فهرساً
لتلك المطبوعات.
إذا
ذهبنا
بعیداً
إلی الشرق من
دهلي الجديدة
حیث ولایة
البنغال
الغربیة، قرب
الحدود مع
بنجلادیش، حیث
مدینة
«كالكوته»،
نجد مکتبة
الجمعیة الآسیویة
تلك المکتبة
القدیمة التي
تأسست في عام
1784م وهذه الجمعیة تحت
رعایة حکومة
الهند
المرکزیة دهلي
الجديدة،
وتقدم
خدماتها
لأعضائها
فقط، أما غیرهم فإنهم یحتاجون إلی
إذن خاص، وتضم
مکتبة الجمعیة
مجموعة من
المخطوطات
تبلغ ستة آلاف
وخمس مئة و
واحدة وتسعین
مخطوطة (6591) منها ألفان
وثلاث مئة
وسبع وستون (2367) مخطوطة
عربیة لم یفهرس منها سوی ألف
وسبع مئة وسبع
وستین (1767)
مخطوطة، وما
تبقی ینتظر
دوره
في
الفهرسة،
بعض هذه
المخطوطات تم
شراؤه،
وبعضها جاء من
مکتبة کلیة «قلعة
ولیم» و The Fort Willianحفظت في
هذه
المکتبة،
والبعض الآخر
من مقتنیات
المکتبة جاء
من التبرعات،
ومن مخطوطات
هذه
المکتبة کتاب: (إتحاف الوری
بأخبار أم
القری) لـ«نجم
الدین أبي القاسم
محمد»، وهو کتاب یبحث في
تاریخ مکة
المکرمة من میلاد
رسول الله صلى
الله عليه
وسلم إلی السنة
الأولی من الهجرة،
وأقدم مخطوطة
في
مکتبة الجمعیة
هي: (صحیح مسلم)
وکتاب:
(القراءات
السبع) الذي یرجع
تاریخ نسخه إلی القرن
الخامس الهجري.
(*) الباحث
من قسم الدیانة
السنیة،
الجامعة
الاسلامیة علیکرة.
البریدالاکترونی
zafardarik85@gmail.com
مجلة
الداعي
الشهرية
الصادرة عن
دار العلوم
ديوبند ،
شعبان 1435 هـ =
يونيو 2014م ،
العدد : 8 ،
السنة : 38